البطالة والشباب .... أرقام وإحصاءات

البطالة والشباب .... أرقام وإحصاءات

البطالة مشكلة أخذت حيزاً واسعاً من إهتمام المجتمعات والأمم وأكثر شريحة مهددة بهذه المشكلة وتعاني منها معاناة حقيقية هي الشباب عماد الوطن وأمل المستقبل المشرق البسام وبما أن لغة الأرقام هي اللغة الأكثر قدرة على قراءة الواقع قراءة سليمة وصحيحة لإستنباط الحلول القادرة على تحسين الواقع فإننا سنعتمد في دراستنا التلية على لغة الأرقام .... لنتابع :

( 150 ) مليون عاطل في العالم
جاء في تقرير صادر عن الأمم المتحدة أن عدد العاطلين عن العمل تجاوز عام ( 1998 ) الـ
( 150 ) مليوناً مما يقدم مؤشراً صارخاً يؤكد على التزايد المستمر لمعلات البطالة في الدول العربية إستناداً للتزايد السكاني الميتمر فيها مع تجاوز عدد السكان ممن هم في سن الشباب عن نصف عدد سكان المنطقة وهم الذين تقل أعمارهم عن ( 20 عاماً ) مما يؤهل أعداد هائلة سنوياً لدخول سوق العمل الذي بات يعاني من الركود الإقتصادي الذي أدى بدوره لتقلص فرص العمل في القطاع العام نتيجة برامج الإصلاح الإقتصادي الذي تنهجها العديد من الدول العربية مما زاد عدد العاطلين عن العمل وجعل هذه الظاهرة تعتبر مشكلة أساسية في حياة الإنسان العربي .
ومع تكرار حالات الإفلاس للعديد من الصناعات الصغيرة والمتوسطة جراء فتح باب الإستيراد ورفع الإجاءات الحمائية وعدم القدرة على المنافسة .

معدلات
من يمعن النظر في إحصاءات منظمة العمل العربية سيجد أن حجم القوى العاملة العربية بلغ
( 86.5 ) مليون عامل عام ( 1998 ) بمعدل نمو بلغ ( 3.3 % ) بين عامي ( 1996 –
1998 ) وهو أعلى معدل نمو في العالم ومن المتوقع أن يصل الحجم إلى ( 123 ) مليون عامل سنة ( 2010 ) بمعدل سنوي يصل إلى ( 4 % ) في وقت تتزايد فيه الوظائف بمعدل ( 2.5 % ) وبهذا الفارق فإنه لن يتم إستيعاب الداخلين الجدد إلى سوق العمل .

( 12 ) مليون عربي عاطل عن العمل
تشير إحصاءات منظمة العمل العربية إلى أن متوسط معدل البطالة للقوى العربية مجتمعة بلغ
( 14 % ) أي أن ( 12 ) مليون شخص عربي هم عاطلين عن العمل وإذا دخلنا بالتفاصيل سنجد أن معدلات البطالة تختلف من دولة إلى أخرى حيث تبلغ ذروتها في اليمن ( 25 % ) وتتضائل إلى ( 21 % ) في الجزائر و( 19 % ) في السودان و( 15 % ) في المغرب ولبنان و ( 12 % ) في تونس و ( 9 % ) في مصر و( 8 % ) في سورية .

شباب بالتفصيل
تتركز البطالة في الدول العربية بصورة رئيسية لدى الشباب إذ تقول الإحصاءات أن ( 65 % ) من سكان الجزائر هم من الشباب دون سن ( 25 ) سنة أما في تونس فإن أكثر من ( 47 % ) من العاطلين عن العمل هم من الشباب دون الـ ( 24 ) سنة أما في المغرب فالنسبة ( 47 % ) والأعمار ما بين ( 25 – 34 ) سنة ومن هذه الأرقام ندرك الخطر الجاثم على صدور شبابنا .
وللإناث نصيبهن
أما بالنسبة لمعدل مشاركة الإناث في القوى العاملة العربية فتدل الإحصاءات إلى تدني هذه المشاركة إذ يصل المعدل إلى ( 11 % ) في قطر و( 14 % ) في الإمارات والسعودية و(15 % ) في سلطنة عمان و( 18 % ) في العراق بينما تصل ذروتها في موريتانيا ( 44 % ) فالصومال
( 43 % ) فالمغرب ( 35 % ) ثم تونس ( 31 % ) ثم مصر ( 29 % ) .

الخلاصة
تزايد نسبة البطالة في الوطن العربي والعالم هو أحد المؤشرات للمستقبل القريب الذي سيحمل حتماً مشكلات أخرى لا حصر لها ونحن نتمنى تظافر الجهود في سبيل توفير الحلول المسبقة للمشكلات الأكيدة التي سنعاني منها في المستقبل القريب .




أمجد طه البطاح